الجمعة، 21 سبتمبر 2012

اجابات فوضى المعرفة


قبل أزيد من شهر كنت بصدد التحضير لإمتحانات آخر الدورة، وبالطبع فإنني في حاجة دائمة إلى استعمال الأنترنيت، للحصول على المزيد من الشروحات والمعلومات وأحيانا حلول بعض الأسئلة الصعبة..
وكنت أستعين بمواقع عدة درج جوجل على إظهارها في نتائج البحوث وأثبت جدارتها وعمليتها من بين هذه موقع: “Yahoo! Answers”، وهي خدمة مجانية تقوم على أساس التبادل المعرفي الجاد، فيأتي أحد المستخدمين مثلا ويطرح سؤالا يجيب عليه غيره، وقد تكون الإجابات متعددة، لكن على السائل في النهاية إختيار أحسن إجابة، والموقع كذلك يتيح خاصية التقييم والترقي المعرفي، فبقدر إجاباتك وإختيارها وثقة الآخرين بك تترقى في المستويات وعددها 7..

وجوجل كذلك تمتلك نظام إجابات مدفوع بالإنجليزية “Google Answers” لكنها أوقفت المشاركة فيه واكتفت بأرشفة الموجود وإتاحته للباحثين.
.
وبتلقائية فكرت في المشاركة في إحدى مواقع الإجابات على أساس التبادل المعرفي والإستفادة والإفادة قدر المستطاع.. وبعد البحث وجدت أن جوجل قد أطلقت نسخة عربية تجريبية منذ سبتمبر 2009، أسمتها: “إجابات جوجل” وجعلت: http://egabat.google.com عنوانها، لكن بعد تزايد الإنتقادات للخطأ المصري في كتابة العنوان باستعمال g بدل j أضافوا http://ejabat.google.com.
.
سجلت نفسي في الموقع، وبدأت في المشاركة بالبحث عن أسئلة أستطيع الإجابة عنها، واستمريت في استعمال الخدمة رغم المؤاخذات لمدة شهر تقريبا حتى وصلت للمستوى السادس “محترف”، فالخدمة كذلك فيها 9 مستويات معرفية، تبدأ بـ”جديد” وتنتهي بـ”عالم”.
.
وكخلاصة لتجربتي للخدمة قررت أن أكتب عن ملاحظاتي حول واقعها ومشاكلها والتي لخصتها في النقاط التالية:
1- غياب الإشراف والمراقبة في مقابل هامش الحرية الفضفاض، جعل الموقع كأحد المنتديات العربية المكررة، بل أسوأ! على الأقل فمعظم المنتديات يكون فيها مشرفون ومراقبون..
.
2- إستعمال اللهجات المحلية بدل اللغة العربية الفصحى، وحين تستعمل الفصحى يظهر إشكال أعظم.. معظم السائلين والمجيبين لا يستطيعون التعبير دون أخطاء.
.
3- نظام النقاط والسمعة وإن كان الهدف منه هو التشجيع فقط وليس وراءه أي مكسب مادي، قد فتح شهية الكثيرين وجعلهم يسعون للإرتقاء بشتى الطرق الممكنة فتجد أسئلة (التسول المعرفي) من قبيل: “ادخل وتابعني لأتابعك ..” فمتابعة أحدهم تعني زيادة 5 نقاط سمعة وهو أكثر مما قد تكسبه من اختيار إجابتك كأفضل إجابة، وبالتالي فهو أقصر طريق نحو الوصول إلى درجة “عالم” التي يسعى إليها الجميع.
.
4- الأسئلة المطروحة جلها لا يتم تنسيقها أو صياغتها بشكل مفهوم وعلى المجيب في معظم الأحيان أن يستقرئ ما يقصده السائل.
.
5- أسئلة عبثية موجه لمستخدم معين لزيادة نقاطه (التصدق المعرفي).
.
6- السب والشتم وتدني مستوى النقاش والتحضر: وهو ما يظهر جليا حين يطرح أحد الملحدين أو المسيحيين سؤالا موجها للمسلمين فتجد جل المجيبين يسبون الشخص ويتفننون في صياغة عبارات الشتم والقذف.
.
7- جعل الموقع وسيطا إجتماعيا بدل موقع معرفي، فتجد من يدخل صباحا فيطرح “سؤالا” بعنوان: “صباح الخير” يسأل فيه عن أحوال عضو معين أو يتحدث فيه عن نفسه. أو من يودع الأعضاء ليلا قبل النوم..
.
8- إشهار المواقع والمنتديات وتسول المشرفين والأعضاء فيها.
.
9- اختيار أفضل إجابة على السؤال تعطى فيه كل الصلاحيات للسائل وبالتالي فإنه يخضع للمحسوبية.
.
10- فوضى الأحكام الشرعية والفتاوى، فيطرح أحدهم سؤالا يطلب به فتوى وتجد “الفقهاء” و”العلماء” الإفتراضيين يردون حسب أهوائهم وينطقون بما لا يفقهون.
.
11- فوضى التصنيفات، تجد سؤالا دينيا في قسم الفن أو تجد سؤالا أدبيا في قسم الثقافة الجنسية..
.
12- السائل يجيب نفسه: بعضهم يحلو له أن يتباهى بما يعرف فيطرح سؤالا في العنوان يجيب عنه بنفسه في نص السؤال.
اعلان 1
اعلان 2
عربي باي