تكثر في وقتنا الراهن مخاوف النساء حول الإصابة بسرطان الثدي، تتراوح هذه المخاوف بين حالات القلق والخوف والبحث والسؤال، منهن من يجري الفحوصات بشكل متكرر، ومنهن من يبقى بين شكٍ وحيرة. لكن تلعب توعية النساء حول ماهية هذا المرض وكيفية اكتشافه مبكراً الدور الأساسي في الحد من انتشاره والمساعدة في علاجه.
سرطان الثدي، يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء، وهو عبارة عن ورم خبيث ينشأ في أنسجة الثدي نتيجة لنمو الخلايا الموجودة هناك نمواً غير طبيعي وخارج عن السيطرة، مع تطور المرض ينتشر الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من الجسم، منها العقد اللمفاوية، أو الجلد، أو العظام، أو الكبد، أو الدماغ.
مدى انتشار سرطان الثدي بين النساء في الأردن
يعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بالأردن، ففي العام 2008 كان ترتيب أنواع السرطان الخمسة الأكثر شيوعاً لدى الأردنيين كالتالي: سرطان الثدي، القولون والمستقيم، الرئة، الغدد اللمفاوية وسرطان الدم (اللوكيميا). مؤخراً احتلت الاردن المرتبة الثانية على المستوى الاقليمي بانتشار مرض سرطان الثدي مسجلاً معدل 34 اصابة لكل 100.000 سيدة، وهو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، وتشكل عدد الإصابات بسرطان الثدي ما نسبته 37.8 % من إجمالي الإصابات بالسرطان.
عوامل الإصابة بمرض سرطان الثدي
قد يصيب سرطان الثدي كلا الجنسين، ولكن حدوثه بين النساء هي مائة ضعف حدوثه بين الرجال، علاوةً على ذلك هناك العديد من العوامل التي تزيد نسبة إصابة النساء بهذا المرض، إلا أن وجودها لا يعني أن الإصابة بالمرض هو أمر حتمي. أحد أهم هذه العوامل هو العمر حيث تزداد نسبة الإصابة كلما تقدمت المرأة بالعمر، فأغلب الحالات (85 %) يتم تشخيصها بعد سن الخمسين سنة. من العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض العلاج الهرموني (الحبوب التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين)، وحدوث الطمث في سن مبكرة، وعدم الإنجاب أو تأخر حدوث الحمل لما بعد سن الثلاثين، ووجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالمرض، كما تلعب الجينات دورا في حدوث المرض فوجود طفرات في بعض الجينات مثل (BRCA1، BRCA2) يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، علاوةً على ذلك فإن العوامل البيئية وأسلوب الحياة مثل التعرض للأشعة والمواد الكيماوية يزيدان من احتمالية الإصابة بالمرض أيضاً.
أعراض وعلامات الإصابة بسرطان الثدي
بالعادة يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة صلبة ثابتة وغير مؤلمة، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى آلام وتغيرات في الحلمة، وفي الحالات المتقدمة من المرض قد نلاحظ وجود احمرارا في الثدي، أو ارتفاع درجة حرارته، أو تجمعا للسوائل فيه، أو ظهور إفرازات غريبة من الحلمة مثل حليب مخلوط بالدم أو سائل أصفر اللون. العديد من النساء يكتشفن بأنفسهن الإصابة بالمرض عن طريق ملاحظة هذه التغيرات بالثدي، إلا أنه أصبح من الشائع اكتشاف الإصابة بالمرض لدى النساء عن طريق الفحص الطبي الروتيني للثدي بالرغم من عدم وجود أعراض ظاهرية تدل على وجوده.
كيفية تشخيص الإصابة بسرطان الثدي وطرق الكشف المبكر عنه
أولا: الفحص الذاتي وتقوم به المرأة بنفسها وفي المنزل، ويتوجب على كل امرأة فوق سن العشرين سنة أن تجري هذا الفحص مرة كل شهر ويفضل إجراؤه بعد انتهاء الحيض بثلاثة أو أربعة أيام، أما إذا كانت السيدة قد بلغت سن اليأس فيمكن عندها إجراء الفحص خلال أي يوم في الشهر. كما يجب أن يتم إجراء هذا الفحص بعد الرضاعة وبشكل شهري بعد ذلك. يتم إجراء الفحص الذاتي بالوقوف أمام المرآة والنظر إلى الثدي ومن ثم ملاحظة وجود أي تغيرات في البشرة، أو الشكل، أو الحلمة. بعد ذلك نكمل الفحص بالاستلقاء بشكل مريح مع رفع الذراع اليسرى وثنيها خلف الرأس، واستخدام اليد اليمنى لفحص كل مناطق الجهة اليسرى، وتشمل منطقة الثدي وما تحت الإبط، عن طريق القيام بعمل حركات دائرية، مع مراعاة تحسس الحلمة بشكل نصف قطري أو بشكل عامودي للأعلى والأسفل، وذلك للتأكد من عدم وجود أي أورام أو كتل غير طبيعية في الثدي، بعد ذلك يتم تكرار هذه العملية لتفحص الجهة اليمنى، وفي كل مرة يجري الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أي إفرازات غريبة. تجدر الإشارة إلى أنه بالإمكان إجراء الفحص الذاتي للثدي خلال الاستحمام أيضاً حيث إن الأيادي المبتلة بالصابون تنساب بشكل أفضل على البشرة.
وفي حال وجود أي من التغيرات المذكورة أعلاه، يجب عدم الدخول في حالة اضطراب لأن 8 من 10 من أورام الثدي تكون أوراما حميدة، ولكن يجب في هذه الحالة مراجعة الطبيب في أقرب وقت من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة.
ثانياً: الفحص السريري من خلال الطبيب كل 3 سنوات ابتداء من عمر العشرين سنة وكل سنة ابتداء من سن الأربعين.
ثالثاً: فحص الثدي بالأشعة السينية (mammograph) حيث يعد الفحص الإشعاعي من أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التعرف على وجود الورم، حتى وإن لم يكن تحسسه باللمس ممكناً، وهو الوسيلة المستخدمة للفحص المتكرر بهدف اكتشاف وجود المرض مبكراً فهو قادر على اكتشاف التغيرات الصغيرة والدقيقة للأنسجة التي قد تشير إلى وجود داء خبيث. يتوجب على النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الأربعين سنة البدء بإجراء هذا الفحص كل سنة أما اللاتي تجاوزت أعمارهن الخمسين سنة فيفضل إجراؤه كل 1-2 سنة، والاستمرار بهذا الإجراء ما دامت المرأة بصحة جيدة.
رابعاً: وهي فحوصات طبية تستخدم لتشخيص المرض بشكل دقيق ومنها التصوير بالموجات الفوق صوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والخرعة.
مراحل أو أطوار سرطان الثدي
يصنف سرطان الثدي إلى مراحل وذلك اعتمادا على حجم الورم الخبيث، مدى انتشاره، وهي:
المرحلة صفر (stage 0): في هذه المرحلة المبكرة جداً يكون السرطان موضعيا أو متحوصلا وهو سرطان غير اجتياحي لا يغزو الخلايا المجاورة، ويمكن استئصاله مع الاحتفاظ بالثدي أو استئصال الثدي بكامله.
المرحلة الأولى (stage I): هي أيضاً مرحلة مبكرة من سرطان الثدي وقد يصيب فيها الأنسجة المجاورة، وتعني المرحلة الأولى أن السرطان لم يتجاوز الثدي ولم يصب العقد الليمفاوية.
المرحلة الثانية (stage II): هي أيضا مرحلة مبكرة من سرطان الثدي قد يصيب فيها الأنسجة المجاورة، وفيها ينتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية تحت الإبط.
المرحلة الثالثة (stage III): تسمى مرحلة السرطان الموضعي المتقدم، ويكون انتشاره أكثر في العقد الليمفاوية تحت الإبط بالإضافة إلى الانتشار للأنسجة الأخرى المحاذية للثدي.
المرحلة الرابعة (stage IV): وهي المرحلة الانبثاثية وفيها ينتقل السرطان من الثدي لباقي أعضاء الجسم كالعظام والرئة والكبد والدماغ، وبالتالي هي مرحلة متقدمة من المرض ويصعب علاجها.
علاج سرطان الثدي
تعالج أورام الثدي الخبيثة بعدة طرق، والطريقة المثلى في العلاج تعتمد على حجم الورم وموقعه في الثدي، وكذلك على نتائج الفحوصات المخبرية للخلايا السرطانية ومرحلة المرض. في جميع مراحل المرض يكون الهدف من العلاج هو الشفاء التام، إلا في المرحلة الرابعة حيث إن انتشار المرض إلى أعضاء الجسم سيمنع تحقيق هذا الهدف وبالتالي يتم معالجة المرض بهدف التخفيف من أعراضه وتحسين حالة المريض، والتخفيف من معاناته.
في المراحل المبكرة من المرض (الأولى والثانية)، يعتمد العلاج بشكل أساسي على الجراحة، فمن الممكن استئصال الورم السرطاني والاحتفاظ بالثدي، وهنا تتبع الجراحة بالعلاج الإشعاعي للتخلص من بقايا الورم ومنع حدوثه مرة أخرى. في مواضع أخرى يكون هنا حاجة لاستئصال الثدي بشكل كامل، وخصوصاً إذا فشلت عملية استئصال الورم وحده في علاج الورم السرطاني بشكل كامل. تتبع الجراحة بعد ذلك بالعلاج الكيماوي، أو البيولوجي، أو الهرموني، وذلك للتخلص من بقايا الورم السرطاني ومنع حدوثه. في العادة يتم استخدام مجموعة من الأدوية في العلاج، فهي تعطي نتيجة أفضل من استخدام دواء وحيد، هنالك العديد من الأنظمة المستخدمة في العلاج الكيماوي ومن أهم الأدوية المستخدمة فيها: دكسوروبسين (Doxorubicin)، وسايكلوفوسفاميد. (Cyclophosphamide)، وفلورويراسيل (Flurouracil)، وباكليتاسيل (Paclitaxel)، وغيرها.
في المرحلة الثالثة من المرض، والتي تسمى مرحلة السرطان الموضعي المتقدم، يستخدم العلاج الكيماوي قبل الجراحة، وذلك لتقليص الورم وجعل عملية استئصاله أسهل، كما يستخدم بعد الجراحة الاستئصالية للتخلص من بقايا الورم ومنع حدوثه مرة أخرى.
في المرحلة الرابعة من المرض، والتي ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء الجسم الأخرى يتم معالجة السرطان عن طريق الأدوية الهرمونية (Endocrine Therapy)، أو الكيماوية (Chemotherapy)، أو البيولوجية (Biological Therapy)، أو العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy). أما الجراحة فلا يمكن استخدامها في هذه المرحلة وذلك بسبب انتشار الورم إلى عدة مناطق من الجسم.
الآثار الجانبية للعلاج
1) الجراحة: تؤدي العمليات الجراحية إلى ألم في منطقة العملية، ولكنه يزول مع الوقت، كما تؤدي عمليات استئصال الثدي إلى شعور بعدم الاتزان لاختلاف حجم الثديين.
2) الأدوية الكيماوية: تؤثر هذه الأدوية على كريات الدم مما يؤدي إلى هبوط عام في الدم، وتؤثر هذه الأدوية أيضاً على بصيلات الشعر مما يؤدي إلى الصلع، بالإضافة إلى تأثيره على الخلايا التي تبطن الجهاز الهضمي ليسبب الغثيان والتقيؤ وتقرحات الفم.
3) المعالجة الهرمونية: تعتمد على نوع الهرمون المستخدم وأكثر هذه الأعراض هي الهبات الساخنة، وعدم انتظام الدورة الشهرية، والصداع والإرهاق والطفح الجلدي وحكة في المهبل.
أهمية الدعم النفسي والمعنوي لمرضى سرطان الثدي
يتفاجأ الكثيرون منا بإصابة أحد المقربين سواء من العائلة أو الأصدقاء بالسرطان، الأمر الذي قد يخلق لدى الكثيرين الحيرة في طريقة المساعدة اللازمة وتقديم العون للمريض. والحقيقة المؤكدة أن الدعم النفسي المقدم لمريضات سرطان الثدي من الأفراد المقربين إليهن يمثل وسيلة مهمة في تقبل العلاج وتحمل الألم الناتج عنه، فلا شك أن الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي يمثل خطوة على طريق النجاة من براثن هذا المرض الخطير، والذي يؤدي إلى حدوث الوفاة بنسبة كبيرة في حال رفض المريضة تلقي العلاج والتأخر فيه. في بعض الأحيان قد تدخل مريضة سرطان الثدي في حالة من الاكتئاب مما يسبب في أغلب الحالات رفضا تاما لبدء العلاج اعتقاداً منها أنه لا يوجد علاج مجد وفعال للإصابة بهذا المرض، وأن نهاية الإصابة به هي الموت سواء اكتشف المرض مبكراً أو متأخراً. والواقع العملي يقول إن نسبة الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى 99 % في حال تم اكتشافه والبدء في علاجه مبكراً. ومن هنا يتوجب تقديم هذه المعلومات الطبية للمريضة في صورة مبسطة للرفع من حالتها النفسية والمعنوية وتشجيعها على بدء العلاج والاستمرار فيه.
أغذية مفيدة لمرضى السرطان
بشكل عام ينصح باتباع نظام غذائي يحتوي على المكونات التالية: حبوب القمح الكاملة كالخبز الأسود، والحليب قليل الدسم، والابتعاد عن الأرز الأبيض والاستعاضة عنه بالأرز البني. زيادة الاعتماد على الفواكه والخضراوات من الليمون والبرتقال والتوت والفراولة والفول والحمص والسبانخ وزيت الزيتون كعنصر مهم من الغذاء اليومي، كما يفضل تناول كميات معتدلة من البيتا كاروتين الموجودة في الجزر والبطاطا الحلوة، بالإضافة إلى تناول زيت حبوب الصويا لأنها تحتوي على مواد مقاومة للخلايا السرطانية.
سرطان الثدي، يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند النساء، وهو عبارة عن ورم خبيث ينشأ في أنسجة الثدي نتيجة لنمو الخلايا الموجودة هناك نمواً غير طبيعي وخارج عن السيطرة، مع تطور المرض ينتشر الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من الجسم، منها العقد اللمفاوية، أو الجلد، أو العظام، أو الكبد، أو الدماغ.
مدى انتشار سرطان الثدي بين النساء في الأردن
يعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بالأردن، ففي العام 2008 كان ترتيب أنواع السرطان الخمسة الأكثر شيوعاً لدى الأردنيين كالتالي: سرطان الثدي، القولون والمستقيم، الرئة، الغدد اللمفاوية وسرطان الدم (اللوكيميا). مؤخراً احتلت الاردن المرتبة الثانية على المستوى الاقليمي بانتشار مرض سرطان الثدي مسجلاً معدل 34 اصابة لكل 100.000 سيدة، وهو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء، وتشكل عدد الإصابات بسرطان الثدي ما نسبته 37.8 % من إجمالي الإصابات بالسرطان.
عوامل الإصابة بمرض سرطان الثدي
قد يصيب سرطان الثدي كلا الجنسين، ولكن حدوثه بين النساء هي مائة ضعف حدوثه بين الرجال، علاوةً على ذلك هناك العديد من العوامل التي تزيد نسبة إصابة النساء بهذا المرض، إلا أن وجودها لا يعني أن الإصابة بالمرض هو أمر حتمي. أحد أهم هذه العوامل هو العمر حيث تزداد نسبة الإصابة كلما تقدمت المرأة بالعمر، فأغلب الحالات (85 %) يتم تشخيصها بعد سن الخمسين سنة. من العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض العلاج الهرموني (الحبوب التي تحتوي على الإستروجين والبروجستين)، وحدوث الطمث في سن مبكرة، وعدم الإنجاب أو تأخر حدوث الحمل لما بعد سن الثلاثين، ووجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالمرض، كما تلعب الجينات دورا في حدوث المرض فوجود طفرات في بعض الجينات مثل (BRCA1، BRCA2) يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، علاوةً على ذلك فإن العوامل البيئية وأسلوب الحياة مثل التعرض للأشعة والمواد الكيماوية يزيدان من احتمالية الإصابة بالمرض أيضاً.
أعراض وعلامات الإصابة بسرطان الثدي
بالعادة يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة صلبة ثابتة وغير مؤلمة، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى آلام وتغيرات في الحلمة، وفي الحالات المتقدمة من المرض قد نلاحظ وجود احمرارا في الثدي، أو ارتفاع درجة حرارته، أو تجمعا للسوائل فيه، أو ظهور إفرازات غريبة من الحلمة مثل حليب مخلوط بالدم أو سائل أصفر اللون. العديد من النساء يكتشفن بأنفسهن الإصابة بالمرض عن طريق ملاحظة هذه التغيرات بالثدي، إلا أنه أصبح من الشائع اكتشاف الإصابة بالمرض لدى النساء عن طريق الفحص الطبي الروتيني للثدي بالرغم من عدم وجود أعراض ظاهرية تدل على وجوده.
كيفية تشخيص الإصابة بسرطان الثدي وطرق الكشف المبكر عنه
أولا: الفحص الذاتي وتقوم به المرأة بنفسها وفي المنزل، ويتوجب على كل امرأة فوق سن العشرين سنة أن تجري هذا الفحص مرة كل شهر ويفضل إجراؤه بعد انتهاء الحيض بثلاثة أو أربعة أيام، أما إذا كانت السيدة قد بلغت سن اليأس فيمكن عندها إجراء الفحص خلال أي يوم في الشهر. كما يجب أن يتم إجراء هذا الفحص بعد الرضاعة وبشكل شهري بعد ذلك. يتم إجراء الفحص الذاتي بالوقوف أمام المرآة والنظر إلى الثدي ومن ثم ملاحظة وجود أي تغيرات في البشرة، أو الشكل، أو الحلمة. بعد ذلك نكمل الفحص بالاستلقاء بشكل مريح مع رفع الذراع اليسرى وثنيها خلف الرأس، واستخدام اليد اليمنى لفحص كل مناطق الجهة اليسرى، وتشمل منطقة الثدي وما تحت الإبط، عن طريق القيام بعمل حركات دائرية، مع مراعاة تحسس الحلمة بشكل نصف قطري أو بشكل عامودي للأعلى والأسفل، وذلك للتأكد من عدم وجود أي أورام أو كتل غير طبيعية في الثدي، بعد ذلك يتم تكرار هذه العملية لتفحص الجهة اليمنى، وفي كل مرة يجري الضغط على الحلمة للتأكد من عدم وجود أي إفرازات غريبة. تجدر الإشارة إلى أنه بالإمكان إجراء الفحص الذاتي للثدي خلال الاستحمام أيضاً حيث إن الأيادي المبتلة بالصابون تنساب بشكل أفضل على البشرة.
وفي حال وجود أي من التغيرات المذكورة أعلاه، يجب عدم الدخول في حالة اضطراب لأن 8 من 10 من أورام الثدي تكون أوراما حميدة، ولكن يجب في هذه الحالة مراجعة الطبيب في أقرب وقت من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة.
ثانياً: الفحص السريري من خلال الطبيب كل 3 سنوات ابتداء من عمر العشرين سنة وكل سنة ابتداء من سن الأربعين.
ثالثاً: فحص الثدي بالأشعة السينية (mammograph) حيث يعد الفحص الإشعاعي من أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التعرف على وجود الورم، حتى وإن لم يكن تحسسه باللمس ممكناً، وهو الوسيلة المستخدمة للفحص المتكرر بهدف اكتشاف وجود المرض مبكراً فهو قادر على اكتشاف التغيرات الصغيرة والدقيقة للأنسجة التي قد تشير إلى وجود داء خبيث. يتوجب على النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الأربعين سنة البدء بإجراء هذا الفحص كل سنة أما اللاتي تجاوزت أعمارهن الخمسين سنة فيفضل إجراؤه كل 1-2 سنة، والاستمرار بهذا الإجراء ما دامت المرأة بصحة جيدة.
رابعاً: وهي فحوصات طبية تستخدم لتشخيص المرض بشكل دقيق ومنها التصوير بالموجات الفوق صوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والخرعة.
مراحل أو أطوار سرطان الثدي
يصنف سرطان الثدي إلى مراحل وذلك اعتمادا على حجم الورم الخبيث، مدى انتشاره، وهي:
المرحلة صفر (stage 0): في هذه المرحلة المبكرة جداً يكون السرطان موضعيا أو متحوصلا وهو سرطان غير اجتياحي لا يغزو الخلايا المجاورة، ويمكن استئصاله مع الاحتفاظ بالثدي أو استئصال الثدي بكامله.
المرحلة الأولى (stage I): هي أيضاً مرحلة مبكرة من سرطان الثدي وقد يصيب فيها الأنسجة المجاورة، وتعني المرحلة الأولى أن السرطان لم يتجاوز الثدي ولم يصب العقد الليمفاوية.
المرحلة الثانية (stage II): هي أيضا مرحلة مبكرة من سرطان الثدي قد يصيب فيها الأنسجة المجاورة، وفيها ينتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية تحت الإبط.
المرحلة الثالثة (stage III): تسمى مرحلة السرطان الموضعي المتقدم، ويكون انتشاره أكثر في العقد الليمفاوية تحت الإبط بالإضافة إلى الانتشار للأنسجة الأخرى المحاذية للثدي.
المرحلة الرابعة (stage IV): وهي المرحلة الانبثاثية وفيها ينتقل السرطان من الثدي لباقي أعضاء الجسم كالعظام والرئة والكبد والدماغ، وبالتالي هي مرحلة متقدمة من المرض ويصعب علاجها.
علاج سرطان الثدي
تعالج أورام الثدي الخبيثة بعدة طرق، والطريقة المثلى في العلاج تعتمد على حجم الورم وموقعه في الثدي، وكذلك على نتائج الفحوصات المخبرية للخلايا السرطانية ومرحلة المرض. في جميع مراحل المرض يكون الهدف من العلاج هو الشفاء التام، إلا في المرحلة الرابعة حيث إن انتشار المرض إلى أعضاء الجسم سيمنع تحقيق هذا الهدف وبالتالي يتم معالجة المرض بهدف التخفيف من أعراضه وتحسين حالة المريض، والتخفيف من معاناته.
في المراحل المبكرة من المرض (الأولى والثانية)، يعتمد العلاج بشكل أساسي على الجراحة، فمن الممكن استئصال الورم السرطاني والاحتفاظ بالثدي، وهنا تتبع الجراحة بالعلاج الإشعاعي للتخلص من بقايا الورم ومنع حدوثه مرة أخرى. في مواضع أخرى يكون هنا حاجة لاستئصال الثدي بشكل كامل، وخصوصاً إذا فشلت عملية استئصال الورم وحده في علاج الورم السرطاني بشكل كامل. تتبع الجراحة بعد ذلك بالعلاج الكيماوي، أو البيولوجي، أو الهرموني، وذلك للتخلص من بقايا الورم السرطاني ومنع حدوثه. في العادة يتم استخدام مجموعة من الأدوية في العلاج، فهي تعطي نتيجة أفضل من استخدام دواء وحيد، هنالك العديد من الأنظمة المستخدمة في العلاج الكيماوي ومن أهم الأدوية المستخدمة فيها: دكسوروبسين (Doxorubicin)، وسايكلوفوسفاميد. (Cyclophosphamide)، وفلورويراسيل (Flurouracil)، وباكليتاسيل (Paclitaxel)، وغيرها.
في المرحلة الثالثة من المرض، والتي تسمى مرحلة السرطان الموضعي المتقدم، يستخدم العلاج الكيماوي قبل الجراحة، وذلك لتقليص الورم وجعل عملية استئصاله أسهل، كما يستخدم بعد الجراحة الاستئصالية للتخلص من بقايا الورم ومنع حدوثه مرة أخرى.
في المرحلة الرابعة من المرض، والتي ينتشر فيها السرطان إلى أجزاء الجسم الأخرى يتم معالجة السرطان عن طريق الأدوية الهرمونية (Endocrine Therapy)، أو الكيماوية (Chemotherapy)، أو البيولوجية (Biological Therapy)، أو العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy). أما الجراحة فلا يمكن استخدامها في هذه المرحلة وذلك بسبب انتشار الورم إلى عدة مناطق من الجسم.
الآثار الجانبية للعلاج
1) الجراحة: تؤدي العمليات الجراحية إلى ألم في منطقة العملية، ولكنه يزول مع الوقت، كما تؤدي عمليات استئصال الثدي إلى شعور بعدم الاتزان لاختلاف حجم الثديين.
2) الأدوية الكيماوية: تؤثر هذه الأدوية على كريات الدم مما يؤدي إلى هبوط عام في الدم، وتؤثر هذه الأدوية أيضاً على بصيلات الشعر مما يؤدي إلى الصلع، بالإضافة إلى تأثيره على الخلايا التي تبطن الجهاز الهضمي ليسبب الغثيان والتقيؤ وتقرحات الفم.
3) المعالجة الهرمونية: تعتمد على نوع الهرمون المستخدم وأكثر هذه الأعراض هي الهبات الساخنة، وعدم انتظام الدورة الشهرية، والصداع والإرهاق والطفح الجلدي وحكة في المهبل.
أهمية الدعم النفسي والمعنوي لمرضى سرطان الثدي
يتفاجأ الكثيرون منا بإصابة أحد المقربين سواء من العائلة أو الأصدقاء بالسرطان، الأمر الذي قد يخلق لدى الكثيرين الحيرة في طريقة المساعدة اللازمة وتقديم العون للمريض. والحقيقة المؤكدة أن الدعم النفسي المقدم لمريضات سرطان الثدي من الأفراد المقربين إليهن يمثل وسيلة مهمة في تقبل العلاج وتحمل الألم الناتج عنه، فلا شك أن الدعم النفسي لمريضة سرطان الثدي يمثل خطوة على طريق النجاة من براثن هذا المرض الخطير، والذي يؤدي إلى حدوث الوفاة بنسبة كبيرة في حال رفض المريضة تلقي العلاج والتأخر فيه. في بعض الأحيان قد تدخل مريضة سرطان الثدي في حالة من الاكتئاب مما يسبب في أغلب الحالات رفضا تاما لبدء العلاج اعتقاداً منها أنه لا يوجد علاج مجد وفعال للإصابة بهذا المرض، وأن نهاية الإصابة به هي الموت سواء اكتشف المرض مبكراً أو متأخراً. والواقع العملي يقول إن نسبة الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى 99 % في حال تم اكتشافه والبدء في علاجه مبكراً. ومن هنا يتوجب تقديم هذه المعلومات الطبية للمريضة في صورة مبسطة للرفع من حالتها النفسية والمعنوية وتشجيعها على بدء العلاج والاستمرار فيه.
أغذية مفيدة لمرضى السرطان
بشكل عام ينصح باتباع نظام غذائي يحتوي على المكونات التالية: حبوب القمح الكاملة كالخبز الأسود، والحليب قليل الدسم، والابتعاد عن الأرز الأبيض والاستعاضة عنه بالأرز البني. زيادة الاعتماد على الفواكه والخضراوات من الليمون والبرتقال والتوت والفراولة والفول والحمص والسبانخ وزيت الزيتون كعنصر مهم من الغذاء اليومي، كما يفضل تناول كميات معتدلة من البيتا كاروتين الموجودة في الجزر والبطاطا الحلوة، بالإضافة إلى تناول زيت حبوب الصويا لأنها تحتوي على مواد مقاومة للخلايا السرطانية.
0 comments :
إرسال تعليق