الأربعاء، 29 أغسطس 2012

مرض جديد شبيه بالإيدز عجز العلماء عن تحديد أسبابه


 تمكن باحثون من المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية بأمريكا من الكشف عن مرض جديد غامض أصاب عشرات الأشخاص بآسيا والولايات المتحدة بأعراض تشبه كثيراً مرض الإيدز، بالرغم من عدم إصابتهم بفيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة.

ويتسبب المرض الغامض في إحداث عطب بالجهاز المناعي تاركاً المرضى غير قادرين على مقاومة الميكروبات والجراثيم كما يفعل الأشخاص الأصحاء، ولم يعرف العلماء بعد أسباب الإصابة بالمرض، إلا أنهم لاحظوا أنه غير معدي.

وأكدت د. سارة براوني، العالمة بالمعهد، أن هذا النوع من نقص المناعة المكتسبة غير الوراثي يصيب الأشخاص البالغين، ولكنه لا ينتشر عن طريق فيروس ما، كما هو الحال مع مرض الإيدز، وتعاونت فى هذه الدراسة  مع باحثين من تايلاند وتايوان.
ويظهر المرض في سن الخمسين في المتوسط، ولكن ليس له تاريخ أسري مما يعني عدم وجود جين واحد مسؤول عنه كما تشير براوني، مضيفة أن بعض المرضى ماتوا بسبب اشتداد المرض، منهم بعض الأشخاص من أصول آسيوية كانوا يعيشون بأمريكا.

ويتسبب مرض الإيدز في عطب الجهاز المناعي خلال مرحلة ما من حياة الشخص وليس بسبب تحور جيني موروث، فالفيروس المسبب للمرض والمعروف بـHIV يدمر خلايا تعرف بـ T-cells التي تمثل الجنود الرئيسية للجهاز المناعي التي تحارب الجراثيم.

أما المرض الجديد فهو لا يصيب هذه الخلايا، ولكنه يتسبب في إحداث نوع مختلف من الخلل للجهاز المناعي، وقد أظهرت الدراسة التي قامت بها د. براوني على أكثر من 200 شخص بتايوان وتايلاند، أن معظم المصابين بالمرض لديهم مادة تسمي أجسام مضادة ذاتية تكبح الإشارة الكيمائية التي تعرف ب interferon-gamma التي تساعد الجسم في التخلص من العدوى، مما يجعل المرضى معرضين للإصابة بالفيروسات والعدوى الفطرية والطفيلية وخاصة البكتيرية التي تمثل مجموعة من الجراثيم تماثل تلك التي نجدها في مرض السل الذي يتسبب في عطب حاد في الرئة.

وحاول العلماء اللجوء لأساليب أخرى في علاج هذا المرض غير المضادات الحيوية، مثل بعض علاجات السرطان التي تساعد في تثبيط إنتاج الأجسام المضادة، وفي بعض الحالات خفت حدة المرض بمجرد إضعاف العدوى، إلا أن عطب الجهاز المناعي يظل حالة مزمنة كما لاحظ العلماء.

ويعتقد الباحثون بوجود عامل جيني أو بيئي وراء هذا المرض، خاصة أن معظم المصابين به ممن ولدوا بآسيا، وقد ظهرت أول حالات المرض عام 2004 وقد تضمنت دراسة براوني حوالي 100 شخص خلال ستة أشهر.
اعلان 1
اعلان 2
عربي باي